السبت، 15 سبتمبر 2018

عرض لكتاب: ساعة عدل واحدة



الكتاب الأسود عن أحوال المستشفيات المصرية في 1937 - 1943 
عرض لكتاب: ساعة عدل واحدة
تأليف الطبيب سيسل ألبورت – ترجمة سمير محفوظ بشير
(هذا مجرد موجز للكتاب)

الكتاب يستعرض باختصار أحوال المستشفيات المصرية وأحوال المجتمع ككل.
-       الكاتب شديد التعاطف مع المصريين، وخاصة الفلاحين كما أشار بنفسه.
-       ينتقد عنصرية الإنجليز تجاه المصريين والتعالي عليهم وتحقيرهم.
-       انتقد الاستعمار البريطاني عموما لأن "هدف السياسة الإنجليزية أن يجمع رعاياها أكبر قدر من ثروة الدول التي تديرها". " لقد فشل البريطانيون في أن يزرعوا أيًّا من ثقافتهم في التربة المصرية أثناء الاحتلال"
الأوضاع العامة للشعب المصري:
-       عن المصريين عموما: "المصريون لن يحكموا بلدهم إلا إذا تعلموا كيف يحكموا، لقد درستهم جيدا وعرفتهم، إنهم يتمتعون بإمكانيات عظيمة، ولكن مالا يستطيعونه أكبر وأعظم. إذا لم تمسك بأيديهم قوة كبرى تبث فيهم الشعور الأخلاقي القويم، وتدرب صغارهم على أساليب الحكم المعتمدة أساسا على العدل، فإن مصر ستظل دولة عبيد، تبدو مظهريا كأنها دولة متمدينة".
-        يفتقدون إلى القدرات العقلية والأخلاقية والأدبية.
-       المصريون طبقتان: عليا وسفلى – لا توجد طبقة وسطى.
-       "فالطبقات الفقيرة في مصر يرتدي أفرادها ما يسمى بالجلابية، وفوق رأسه تستقر عمامة أو طاقية بيضاء، يمشي حافيا في الشارع". وعن هذه الطبقة يقول: "هذا الفقر المدقع الذي يكتنف هؤلاء المصريين شيء بشع"..الكثيرون يبحثون عن الطعام في القمامة..الفقراء 90% من أهالي البلد.
-       العلماء المصريون لا يعترفون بجهود مساعديهم.
-       "إن النقص الكامل في التحكم بالمشاعر والانفعلات التي يتسم بها المثقفون والمتعلمون المصريون شيء عسير على الفهم".
-       الفلاحون المصريون:
·       على قدر كبير من اللطف والكرم والقدرة على العمل المجهد الشاق..استغلوا طويلا وبلا رحمة من حكامهم وقاهريهم الأجانب.
·      "من أكثر شعوب العالم إرهاقا وفقرا، وتعتبر الطبقة العاملة الإنجليزية بالمقارنة كأنهم في نعيم مقيم".
·      حالة الفلاح أسوأ من حالة العبد.."لعل مصيره كان سيبدو أحسن حالا لو أصبح بالفعل عبدا".
·      يعاني من قلة الطعام (يأكل اللحم مرة أو مرتين في الشهر) – يسكن في بيوت من الطين مع حيواناته.
·      لا توجد مياه نقية للشرب إلا في قليل من القرى، وهي مياه آبار.
·       غالبية الفلاحين يشربون من الترع.
·      يتعرضون للقهر الشديد على يد العمد وبقية السلطات.
-       معدل وفيات الأطفال الرضع 265 لكل ألف.
-       "لم يتلق المصريون أي دعم ثقافي أو تدريب على يد الإنجليز طوال مدة حكمهم المباشر لهذه البلاد"
-       يتم إجبار موظفين على حضور الندوات السياسية والتصفيق (حتى حزب الوفد).
-       يمتدح عدم إقبال المصريين على شرب الخمر، وندرة السكارى.
-       نقد شديد لفساد الحكومة الوفدية والسلطات عموما، وطبقة الباشوات، فيتهمها بالفشل والعجز عن إدارة البلد وإهمال الشعب والفساد.
-       وعن الهمجية في الشوارع شرح كثير: "ربما لا توجد مدينة في العالم يصعب فيها قيادة السيارات مثل مصر".
-       الانتخابات في مصر ليست كذلك إلا بالاسم فقط، فالغصب والرشوة والبلطجة منتشرة بشكل بشع حتى من جانب حزب الوفد.
-       حسب كرومر يوجد أعقد جهاز حكومي في العالم.
الوضع المزري للنساء والأطفال الفقراء:
-       "إن الزائر الأجنبي لمصر الذي يُصدم من مناظر القذارة التي ترتع فيها المدن الكبرى، سوف يشاهد نساء بائسات يزرعن الشوارع، وصبية صغار يمدون أيديهم يطلبون الصدقة".
-       كلام كثير عن امتهان التسول والسرقة والدعارة والنشل (مدارس لتعليم النشل وخطف الأطفال لتشغيله في هذه المهنة)
-       اضطهاد الرجال للنساء بمن فيهن طبيبات الجامعة اللاتي تعرضن لاضطهاد الإدارة..حتى حزب الوفد كان يتحفظ على تعيين نائبات بالمستشفيات الجامعية‍
-       وتشرد كثير من الأطفال..
عن صحة المصريين وعلاجهم:
-       "أخبرني أحد الروس الذين عاشوا الفترة القيصرية أن علاج الفلاحين المصريين أسوأ بكثير مما كان يعانيه فلاحو عهد القياصرة".
-       الأوبئة السبعة المنتشرة في مصر: البلهارسيا – الدوسنتاريا الأميبية – الأنيميا الناتجة عن الإنكلستوما – البلاجرا – السل – الملاريا – التيفوس – الجدري – الطاعون.
-       تندر الإصابة بقرحة المعدة والإثناعشر، وتضخم الغدة الدرقية، والأنيميا الخبيثة.
-       بخصوص مرض الملاريا: " في 12 أبريل 1944 ذكر سعد زكي بشارة في مجلس الشيوخ أن الدواء الذي توزعه الحكومة معظمه مسروق أو فاعليته منتهية في لحظة وصوله للمرضى، وأن هؤلاء المساكين على قدر عظيم من الضعف لدرجة أنه استحال عليهم استجلاب المياه من النيل لبلع الأقراص. ذكر أيضا أن عدد الوفيات يزيد على مائة ألف مريض في ظرف سنتين فقط". "لمدة سنتين كاملتين رفع الوزراء المصريون أنوفهم مدعين الفخر والاعتداد بالنفس ورفضوا أي مساعدة من الأطباء الإنجليز والأمريكيين. عدم كفاءتهم هذه تسببت في وفاة مئات الآلاف من الفلاحين، كان من الممكن إنقاذهم، لو لم تتصف طبقة الباشوات الحاكمة بهذا القدر من الفشل المريع.
-       لكل هذا كان متوسط العمر لأفراد الطبقات الدنيا 31 عاما فقط. أما الطبقات العليا فـ 50-60 عاما. هذه المعدلات أقل من معدلات إنجلترا بـ 15 عاما.
-       في المستشفيات "هناك يهمل شأنه ويهدد ويضرب كما يحدث كثيرا،  لذلك لا عجب أن يكون مصيره هو الموت البطيء وهذا ما يحدث غالبا".."وتسرق متعلقاتهم".
-       لا يتم فحص المرضى بالعيادات الخارجية لقلة عدد الأطباء. معظم المرضى في العيادات الخارجية متمارضون ويذهبون للحصول على الدواء لبيعه في السوق.

التعليم الطبي:
-       عدد الطلاب أكثر من إمكانيات الكلية. في 1941 رفعت حكومة الوفد عدد المقبولين بكلية طب القاهرة من 100 إلى 200 رغم احتجاج الجامعة، وأنشأ رئيس جامعة القاهرة كلية طب الإسكندرية تكريما لشخصه، رغم عدم توفر إمكانيات تعليمية!
-       "الطلبة المصريون يعتبرون الامتحانات كأنما هي بداية ونهاية العالم والكثير منهم في فقر مدقع".
-       يتمتعون بذاكرة ممتازة لكنهم يفتقدون المنطق وكيفية استخدام المعلومات عمليا.
-       يريدون من المدرس أن يعطيهم العلم بالملعقة، فلا يبذلون الجهد اللازم للفهم. فلا إبداع ولا طموح ولا قدرة على وزن الأمور بالمنطق.
-       أشار إلى ضعف مستوى التعليم، وجهل الطلاب (الذكور بعكس الإناث) وإهمالهم دروسهم، خصوصا العملية.
-       برنامج التعليم الطبي متأخر عن برنامج الغرب ربـ 40 سنة.
-       "الشاب المصري لا يهتم بالعلم البحت" .. "وهو يبحث دائما عن الوظائف التي تمنح أكبر قدر من المال".
حالة المستشفيات:
-       نقد شديد لقذارة المستشفيات، وسوء الخدمة بها، وتكدس المرضى واستحالة الثقة في نتائج التحاليل، ونقص الإمكانيات ورداءة ونقص الطعام، وكثرة الحشرات، وانتشار الأمراض المعدية بين المرضى، وارتفاع معدل الوفيات بسبب كل ذلك. بجانب سوء خلق التمورجية (يعملون كممرضين داخل المستشفى وكأطباء خارجها!!) وفسادهم وقسوتهم مع المرضى وابتزازهم لهم (وصفهم بأنهم مجرد رجال عصابات ويشكلون خطرا على حياة المرضى) وسرقتهم لأدوية المرضى ومستلزمات المستشفى بدون عقاب حقيقي. المرضى يدفعون ثمن الأدوية ويبرزون بعض المال لكي يحصلوا على وجبات الطعام المجانية!
-       يضاف فساد الإدارة والأساتذة ومستوى الأطباء المهني والأخلاقي، مثل تقاضي رشاوى من المرضى، وصعود الجهلة على حساب الأكفاء بالواسطة والمحسوبية، ناهيك عن مستوى التمريض شديد التدني، باستثناء الممرضات الأجنبيات.
-       "تقريبا كل طبقات الأطباء من صغيرهم إلى كبيرهم، من الأساتذة الباشوات والبهوات حتى الأطباء المناوبين الصغار، كانوا ومازالوا موصومين بإهمال واجباتهم". المستشفيات الجامعية تستخدم لإثراء الأطباء وتلميعهم وزيادة شهرتهم، كما أنهم لا يحضرون إلى المستشفى إلا قليلا، ويعطون دروسا خاصة للطلاب.
أساتذة كلية الطب:
-       "عدد كبير من طاقم التدريس بالمستشفيات الجامعية ممتازون كأطباء وجراحين، لكن المعايير الأخلاقية لمعظمهم أقل من المطلوب".
-       تعيين بعض الأساتذة لقربهم من أفراد السلطة؛ بالمحسوبية وليس بالكفاءة.
-       اجتماعات الأساتذة تخلوا من النقاش الحقيقي ورئيس الكلية يفرض رأيه ولا يأخذ المجتمعين بالاعتبار، والتشاجر والأصوات العالية تسود في الاجتماعات!
-       بعض الأساتذة يعلن عن نفسه بطريقة سوقية كطبيب.
-       لمح إلى اضطهاد بعض الطلاب في الامتحانات لأسباب شخصية أو دينية، ومحاباة الأقارب والمعارف، وذكر كيف أن الأساتذة يمنحون الدرجات دون قراءة أوراق الإجابة!
-       قدم عبارة للدكتور الشهير نجيب محفوظ: "أرجو مخلصا في المستقبل أن تختفي مظاهر التحيز والمحاباة والألاعيب السياسية والمؤامرات والهيمنة التي تقف حائلا في سبيل تقدم وتطور مدرسة الطب".
-       عن أساتذة كلية الطب: "إنني بالرغم من قضائي ثلاثين عاما متجولا في مختلف  بلدان أفريقيا، لم يخطر ببالي مطلقا أن أقابل تلك النوعية من البشر المسؤولين عن تدريب عدد كبير من الشباب المصري. هؤلاء الشباب يستحقون في الواقع ما هو أفضل كثيرا من ذلك، لكن وياللأسف، ما يواجهونه ليس إلا تلك التصرفات اللاأخلاقية لتلك الجماعة..إذن ما الأمل الذي يدفعهم للتقدم والرقي؟ بل ما هو أمل لمصر كلها؟"..
-       انتقد الدكتور الشهير على باشا إبراهيم لسوء إدارته وإهماله تطوير المستشفى الجامعي وتعاليه وبيروقراطيته ومقاومته أي اقتراح للإصلاح، باستثناء قبول اقتراح واحد.
-       " من كل هذا يتضح أن العقلية الطبية في مصر ما هي إلا مأساة حقيقية من أدنى الأنواع، ومن الصعب أن ينتسب إليه أي إنسان متحضر".
الأطباء عموما:
-       يسودهم الجشع ويبحثون عن الإثراء بأي ثمن ولو على حساب المريض. ويدبرون أمورهم مع شركات الأدوية. لا يلتزمون بالعلاج حسب الأصول المهنية التي تعلموها.
-       لا يمكنهم الثقة في نتائج التحاليل لضعف مستوى المعامل والقائمين عليها، وحتى بعض فحوصات الأشعة.
-       مستواهم الإكلينيكي ضعيف. لكن الطبيبات أفضل كثيرا من الأطباء الذكور؛ أكثر عقلانية وأكفأ إكلينيكيا وأكثر اهتماما بعملهن.
-       لا يخلو الأمر من نماذج محترمة في الكفاءة والأخلاق معا، لكنها قليلة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق