السبت، 11 فبراير 2017

البروليتاريا الجديدة: التهديد الحقيقي للنظام في مصر

 عادل العمري
أقصد بالبروليتاريا الجديدة، الجماعات المهمشة إجتماعياً والتي تعمل خارج سيطرة الدولة، أو ما يمكن أن نسميه “مجتمع الظل”. تشمل البروليتاريا الجديدة العمالة غير المسجلة ومعظمها يعيش في العشوائيات، وبعض أفرادها غير مسجل في سجلات الدولة أصلا.. ومنهم الملايين يقتاتون قوتهم بشكل موسمي أو يوماً بيوم، دون التمتع بأيِّ نوع من التأمين، ومعظم المنخرطين في إقتصاد الظل. وقد إعتدنا أن نسمي هؤلاء بأشباه البروليتاريين، أو المهمشين.

وهذه “الطبقة” تنمو بمعدل كبير في العالم كله، وقد تشمل معظم سكان مصر في الأفق المنظور. فالليبرالية الجديدة تنتج هذا النوع من البروليتاريا بفضل التهميش المتزايد للسكان. وفي مصر يتنامى عدد أفراد البروليتاريا الجديدة بفضل سياسة التخريب والنهب التي تتبعها الدولة.

هذه “الطبقة” تتميز بأنها بالفعل لا تملك ما تفقده، فلا ممتلكات تذكر، ولا دخل معقول، ولا تأمين، ولا وظائف مستقرة، ولا حتى كرامة محفوظة ولا أيِّ إحترام من قبل السلطات. هذه الحقيقة هي ما تجعل هؤلاء هم الخطر الأكبر على النظام والقوة المرعبة للمجتمع الرسمي كله. ففي المقابل نجد أن كافة القوى المنظمة، أو المجتمع الرسمي، إما خاضعة للدولة، أو تتقاسم معها المصالح بشكل مباشر أو غير مباشر، أو على الأقل تتحرك في حدود تقررها الدولة، بما في ذلك النقابات العمالية والمهنية وجمعيات رجال الأعمال، والمنظمات السياسية الرسمية، ومؤسسات الإعلام، وحتى منظمات المجتمع المدني، ومن يتجاوز الحدود يتم تهميشه. فكل المنظمات من كل صنف مخترقة أمنياُ ومعظمها ينسق مع أجهزة الدولة أو على الأقل يراعي الحدود المسموح له بالتحرك داخلها. وحتى العمال المنظمون والموظفون الفقراء “يتمتعون” بالعمل المستقر إلى حد ما والـتأمينات والدعم الحكومي، الذي يتناقص، ورغم الفقر فهم في وضع تحسدهم عليه البروليتاريا الجديدة؛ التي لا تضمن فطورها صباح كل يوم..

هذه “الطبقة” لا تثير فقط خوف السلطة والطبقات الغنية، بل ترعب – وبشكل أشد في الحقيقة – الطبقة الوسطى المتآكلة بإستمرار، لأن الأخيرة لا تتمتع بحماية الدولة ولا تملك ثروة تمكنها من حماية نفسها، ولذلك نجد أعلى الأصوات تحذيراً من “إنتفاضة الجياع” هي أصوات تخرج من الطبقة الوسطة، المذعورة على وجه العموم طول حياتها.
إن شبح 18 يناير 1977 يبدو في الأفق…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق