الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

بمناسبة الانتفاضة الإيرانية الكبرى الحادثة الآن:


كل الثورات ديموقراطية بدرجة أو أخرى.
فالشعوب تثور لكي تحقق أحلامها أو بعضها: أحلامها في الحريات وفي حكم نفسها أو في المشاركة في الحكم على الأقل، وفي انتزاع حقوقها الاقتصادية والثقافية، وفي تحقيق الأمن سواء للأفراد أو للمجتمع ككل.. باختصار لا توجد ثورات ديكتاتورية أبدا. الثورة الفرنسية الكبرى بدأت كذلك ثم انتهت إلى انقلاب الجيروند ثم توجت بانقلاب نابليون الذي كان بمثابة ثورة مضادة صريحة (حتى فترة الإرهاب في عهد روبسبيير كانت إرهابا من جانب الجماهير للطبقة الإقطاعية والبورجوازية الكبيرة وعلى هامش ذلك أصاب الإرهاب بعض الناس من الشعب). والثورة الروسية بدأت أيضا بتحطيم النظام القيصري وتحقيق الحريات إلى أقصى حد وإلى حد حكم المجلس الشعبية، ثم جاءت الثورة المضادة ابتداء من قمع البلاشفة لانتفاضات للعمال والفلاحين والأحزاب، وللنقابات والسوفيتات، وأصبحت ثورة مضادة كاملة الأبعاد بالانقلاب الستاليني وإقامة نظام شمولي. وفي إيران بدأت الثورة ضد الشاه بتطلعات ديموقراطية وشعبية، لكن نجحت الفاشية الدينية بتأييد القطاعات المتخلفة وقبل الحداثية من الجمهور وأقامت المذابح لعشرات الألوف من الثوار وأقامت نظاما شموليا كما نعرف، فكانت ثورة مضادة وحكومة فاشية.
لا يمكن وصف حكومة ديكتاتورية تصادر إرادة الشعب بأنها تمثل ثورة أو بأنها حكومة الثورة، فالحكومة تحقق مصالح النخبة أو الطبقة الحاكمة حتى لو ألقت ببعض الفتات للجماهير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق