أنا غير معاد لروسيا أبدا وأحب شعبها
المسكين الذي عانى العذاب طول تاريخه. ولست متعاطفا مع الناتو ولا حتى مع دولة أوكرانيا
والأراجوز الذي يحكمها.
لكن لا أستطيع أيضا أن أتعاطف مع بوتن
ونظامه العفن وسياسته العبيطة.
فالجنرال بوتن يتحفنا في خطاباته بكلام
معسول عن القيم الإنسانية وتحرير العالم من الهيمنة الأمريكية ومنح الشعوب
حريتها... إلخ.
طيب ألا يلاحظ السيد بوتن أنه يدعم ويحالف
أحط الأنظمة في العالم: أولا نظامه هو استبدادي ومتخلف، الصين، إيران، كوريا
الشمالية، السعودية، عصابات حفتر، عصابة السيسي، نظام الأسد في سوريا، صديقته إسرائيل..
إذن ما هو النموذج البديل للعنصرية والتسلط
الأمريكي الذي يغريننا به؟ نظام يعتمد على
الدبابة لفرض وجوده وهيمنته؟ نظام متخلف تكنولوجيا ويهرب منه العلماء والتكنوقراط
المهرة، نظام تحكمه عصابة من البيروقراطيين اللصوص وينخر الفساد في عظامه؟ نظام
يستخدم الخطاب الديني ويلعب على العواطف الدينية ويتبنى قيم قبل - حداثية!
بعد ذلك نجد الكثيرين متيمين بهذا الـ بوتن
ويرفعونه إلى مرتبة القديسين والمناضلين وكأنه مسيح العصر الذي سيخلصنا من هيمنة
القطب الواحد، بينما هو يمثل إمبريالية تافهة وأشد انحطاطا من التي يحاربها. شيء
يذكرنا بتعاطف كثير من العرب مع هتلر في الحرب العالمية الثانية على أساس أنه
سيخلص العالم من الاستعمار! لكن إذا كان هتلر مأساة فبوتن مسخرة! والبعض الآخر
يتعاطف مع الأراجوز زيلينسكي الذي يرأس نظاما أشد تعفنا من النظام الروسي ويقبل –
علاوة على تعفنه - بلعب دور مخلب القط للناتو على حساب بلده وشعبه.
لكن للأسف لا تقدم شعوب الغرب ولا الشرق –
باستثناء قلة قليلة - مشروعا بديلا محترما لهذا العفن كله وتكتفي يالتصفيق لهذا أو
ذاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق