هذه دعوة للعمل على مناهضة قوى الظلام

واستمرار ركب الحضارة الحديثة

This Is A Call To Work Against The Forces Of Darkness And For Promotion Of Modern Civilization


أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 29 سبتمبر 2018

شخصية جمال عبد الناصر


عادل العمري


-       كتبت الكثير عن الناصرية لكن هذه أول مرة أكتب عن جمال عبد الناصر كشخص. من قبل كتبت عنه كمجرد زعيم لنظام معين وطغمة حاكمة عبارة عن فئة مغلقة مصطنعة تكونت من أفراد ينتمون إلى أصول وفئات متعددة: ضباط جيش وأمن، وإعلاميين، "مثقفين"، و "مفكرين"، وفنانين وإداريين في جهاز الدولة، وأفاقين وانتهازيين من كل صنف، شكلوا جميعًا زمرة واحدة، تتناحر – مع ذلك – شللها مع بعضها، ويقودها جمال عبد الناصر.
-       لا يمكن افتراض أنه كان يرغب في تحقيق مكاسب مادية لنفسه؛ فلم يثبت عليه أي فساد مالي.. ولا شك أنه كان يحب السلطة وكان مقعد الحكم جذابًا، لكن لا شك أيضًا أنه كان يتمنى أنْ يحكم بلدًا له أهمية في العالم. فالواضح أنه كان بالفعل يرغب في تطوير البلد وجعلها بلدًا متقدمًا وغنيًّا وقويًّا، وقد سعى إلى ذلك بالفعل.

-       إلا أنه:

·      اعتقد أنَّ حكمه هو ضمانة تحقيق مشروعه، ولذلك كان الاحتفاظ بالسلطة وإقصاء أيِّ معارضة أهم قضية عنده، وفي سبيل ذلك كرس جهودًا ضخمة: أجهزة أمنية كبيرة، تشويه المعارضة ولو باللجوء إلى الكذب والدعاية الرخيصة (مثال ذلك الدعاية الرخيصة للغاية ضد الشيوعية التي شارك فيها بنفسه مرارًا). وبنفس الدافع ارتكب جرائم بوعي وإدراك في بداية حكمه للمحافظة على السلطة: منها – كمثالين بارزين -  إعدام العاملين خميس والبقري عام 1952، واستخدام البلطجية في 1954 للاستيلاء النهائي على السلطة، وفي أواخر حكمه: مثال قتل عبد الحكيم عامر خارج القانون.
·      كان محدود الثقافة ويتسم بضيق أفق سياسي بشع أدى إلى توريط البلاد في معارك خاسرة. كان الهدف المباشر هو تجييش الشعب خلفه ولو في معارك خارجية، مدعيًا التعرض لحصار اقتصادي ومؤامرات دولية، مدعيًا أنَّ مصر في شخصه مكلفة بالدفاع عن القومية العربية..
·      افتقد حصافة السياسي المسؤول وتصرف كزعيم لا كرئيس مسؤول عن شعب؛ فلم يقبل  - مثلًا - بالتراجع في مناسباب أو لحظات خطيرة مثل حرب اليمن وحالة الحشد في مايو 1967، ولم يقبل بالحل السلمي للقضية الفلسطينية حسب اقتراح بورقيبة المعقول جدًّا وقتها، بينما اضطر لقبول قرار مجلس الأمن 242 بعد هزيمة نظامه في 1967.. هذه مجرد أمثلة.
·      لا يعرف كيف يمكن أنْ يحدث التطور وكيفية بناء بلد قوي، بدليل أنه فشل في تحقيق ذلك الحلم، بسبب لجوئه إلى نمط تنمية مكلف جدًّا وغير فعال في جعل الاقتصاد مؤثرًا في السوق العالمي (تنمية التخلف).. لم يستطع حتى أنْ يقضي على الأمية، بل وتدهور مستوى التعليم في عهده، ولم يتغلب على ظاهرة هجرة العقول بسبب سياسة إحلال أهل الثقة محل أهل الخبرة. بل من الطريف أنه أعلن قرار التحول الاشتراكي ثم وضع الاشتراكيين في المعتقلات وعذبهم! كما اتبع سياسة "عدم الانحياز" دون أنْ يتمكن فعليًّا من وضع استراتيحية لمصر (على غرار الصين مثلًا).
·      كان يجهل أبجديات تكوين جيش قوى؛ فوضع على رأس الجيش قائدًا شديد الجهل بأصول بناء الجيوش (لم يكن يعرف هو وضباطه الأشاوس - مثلًا - أنَّ الدبابات تستطيع أنْ تسير في الرمال!)، وتجنب تجنيد المتعلمين - لأسباب أمنية – مما كان كارثة على الجيش، واتضح جهله في رفضه إنشاء دشم للطائرات، ولولا الخبراء السوفيت بعد 1967 لما استطاع إعادة بناء جيش مقاتل.
·      كان يعتقد أنه يستطيع تطوير مصر بمجرد إعطاء الأوامر؛ فتصور أنَّ إرادته وشخصيته القوة كفيلان بتغيير مسار التاريخ بغض النظر عن إمكانيات الواقع، مما يعبر عن شعور بالعظمة.
·      لم تخل شخصيته من القسوة والنزوع للانتقام: محمد نجيب مثال بارز – تعذيب الخصوم بقسوة – الاعتقال بدون مبرر سياسي. فقد كان يشعر بالعظمة والضعف في ذات الوقت (شخصية بارانوية)، وعاش في وهم المؤامرت الدولية والمحلية طول الوقت رغم الدعم الاقتصادي الأمريكي الكبير حتى 1965، ومساعدتهم له في مفاوضات الجلاء وحرب 1956 وخلال فترة الوحدة مع سوريا وبعدها، وتدريب جهاز المخابرات الذي أنشأه..إلخ، بخلاف دعم السوفيت الضخم والصداقات العديدة في العالم الثالث.
·      بسبب شعوره الداخلي بالضعف والخواء، كان يظن أنه بالصوت العالي والتهديدات الجزافية سيخيف العدو ويحقق النصر.. وهذا ينم عن جهل بلعبة السياسة أصلًا.. إذ كلفت هذه النغمة مصر غاليًا.
·      كان يسعى لتكوين أتباع لا أنصار أقوياء. بدافعين: الأول: اعتماده على شعوره بالعظمة الشخصية وبالتالي عدم احتياجه لأنصار ولا لأهل الخبرة. والثاني: شعوره الداخلي بالضعف والعجز. لذلك كان بالتأكيد - كما تدل الوقائع - يتدخل في تفاصيل عمل جهاز الدولة، ولم يعتمد على المؤسسات خوفًا من المؤامرات! بل أمر حتى باعتقال أفراد بعينهم مدى الحياة (مثل الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم)؛ فكان بالفعل يلعب بشكل مباشر دورًا قائدًا ومؤثرًا في إدارة البلد وتوجيه سياستها.
·      بحث عن الشعبية على حساب المستقبل في سبيل تثبيت حكمه. وكانت الخطوة الأولي هي الإصلاح الزراعي المحدود والمصحوب بدعاية كبيرة، رفع الأجور وتخفيض ساعات العمل على حساب الاقتصاد، مِنَح الموظفين المنتظمة من التمويل بالعجز، خفض إيجارات المساكن دون تقديم بدائل فعالة لحل أزمة الإسكان اللاحقة (قرر إنشاء عدد من المساكن الشعبية والمتوسطة لا تكفي حتى عشر الزيادة السكانية مع دعاية ديماجوجية واسعة) - التوسع في التعليم الجامعي المجاني بدون إمكانيات مناسبة، الدخول في معارك خارجية مكلفة أشهرها حرب اليمن ثم مظاهرة 1967...
·      لجأ إلى الدعاية المضللة عن "الإنجازات" الوهمية لتدعيم شعبية حكمه؛  منها الدعاية المفخمة عن إصلاحاته الزراعية، زعم تحقيق انتصار عسكري في 1956 مناقضًا للحقيقة، الصواريخ التافهة الشهيرة، وطائرة حلوان 300 الكسيحة، وسفينة الفضاء المصرية الوهمية، وسيارة "رمسيس" البدائية، والاكتشافات البترولية الهائلة على الورق.. والأمر من ذلك كله افتخاره بامتلاك أقوى جيش في الشرق الأوسط وبقدرة ذلك الجيش على مواجهة دول كبرى، بينما كان مجرد جهاز استعراضي بلا حول ولا قوة.
·      كان أسيرًا لوضع صعب صنعه بنفسه، فكان مضطرًا لاتخاذ قرارات وإجراءات مسكنة لكن مكلفة في نفس الوقت ليستمر في حكمه، خاصة أنه قد اعتمد على الزمرة المشار إليها سابقًا، وحكم الزمرة دائمًا ما يأتي بالفساد والصراع على مناطق النفوذ داخل الدولة.. لقد قرر منذ البداية أنْ حكم زمرته هو الهدف الأول والضمان الأكيد لإعادة بناء مصر، ولم يكن يعنيه إقامة مؤسسات حكم رشيدة، بل ركز على تدعيم حكم زمرته من "أهل الثقة".
·      لم يستغل شعبيته الطاغية في تحقيق إصلاحات جذرية في المجتمع، مثل وقف النمو السكاني، تصفية الفساد، محو الأمية فورًا، علمنة الدولة فورًا (بل فعل العكس في هذا المجال)، تحديث التعليم.. بحكم أفقه المحدود وثقافته البسيطة وعدم استماعه لأهل الخبرة.

-       وقد امتلك الرجل شخصية تآمرية مكنته من إدارة الصراعات داخل الزمرة الناصرية لصالحه، أو لصالح سلطته الشخصية.

-       الخلاصة: شخصية بارانوية وتآمرية قليلة الكفاءة ضيقة الأفق ورعناء. في نفس الوقت تمتع بسحر وكاريزما مؤثرة في المحيطين به، وبدا كقائد حكيم وقوي وقادر على كل شيء..استطاع أنْ يقدم نفسه في صورة البطل المهاب رغم ضعفه الداخلي وفراغ عقله، فكانت الصورة الخارجية مناقضة للشخصية الحقيقية؛ بالضبط مثلما صور نظامه كنظام قوي ثوري تقدمي بعكس الحقيقة.

امتلك عبد الناصر قدرة عجيبة على مخاطبة الفقراء ودغدغة المشاعر القومية بالكلمات الفخمة واللغة "العميقة"، عزز نجاح هذا الخطاب إجراءات مثل تأميم قناة السويس؛ هذه العملية الناجحة التي كسرت حاجزًا نفسيًّا معينًا في العالم الثالث بعد فشل محاولة مصَّدق في إيران، ثم انتصار 1956 السياسي والجزئي وما تبعه من تأميم الشركات الأوروبية في 1957. مما ألهب بشدة المشاعر الوطنية المتأججة أصلًا وحققت للشعب – من حيث المظهر فقط – انتصارات باهرة؛ رغم أنَّ هذا كان يخدم الإمبرياليين الجدد: الأمريكيين.
وقد لعبت حتى الشعارات الوطنية المتطرفة وإلقاء التهديدات جزافًا ضد الغرب دورًا بالغًا في تأجيج حماسة الجماهير؛ ورغم الطابع الغوغائي والديماجوجي للخطاب الناصري، فقد كان يمس وترًا حساسًا لدى الجماهير. فحتى مجرد الكلام بهذه الطريقة كان جديدًا على العالم العربي؛ فقبل ذلك لم يتميز خطاب القادة العرب بهذا الطابع المتطرف، ولم تبلغ لغة العظمة القومية هذا المبلغ. لقد كان هذا شيئًا أخاذًا تمامًا للجماهير؛ خاصة أنَّ رد فعل الغرب لم يكن قويًّا؛ بل كان يبدو على السطح أنَّ الناصرية تستطيع أنْ تواجه العالم كله، متحدثة عن نفسها كقوة كبرى تحمي ولا تهدد تصون ولا تبدد تبني ولا تهدم..
وقد تميز الخطاب الناصري بعد 1955 بالتطرف في العداء لإسرائيل، هكذا موهمًا الجماهير أنَّ الدولة تستعد لسحقها ومن ورائها كذلك. وقد لعبت هذه اللغة دورًا كبيرًا في الإحباط الحاد الذي أصاب الجماهير نتيجة لهزيمة 1967 المهينة.
كما تميز خطابه بإظهار العداء للطبقات الغنية، مما كان له تأثير بالغ في مشاعر الفقراء. عزز ذلك إجراءات مثل ضرب أغنى أغنياء مصر، وطرد الملك نفسه في البداية. وقد كانت إهانة الملكية الخاصة ممثلة في الباشوات شيئًا جديدًا وفريدًا في مصر منذ صعود محمد علي. ورغم محدودية الإجراءات العملية، كانت بالغة التأثير في الجماهير، لأنها أهانت شيئًا كان يبدو أنه لا يمكن قهره.
في النهاية أقول إنَّ نجاح عبد الناصر الكاسح في فرض سلطته المطلقة وسحر الجماهير وحتى جل مثقفي مصر والعالم العربي بخطابه إنما يعني وجود فراغ حقيقي في المنطقة وحالة خواء فكري وسياسي.. في نهاية المطاف أفاق الجميع على هزيمة مخجلة في 1967.. ومع ذلك أظن أنهم في حالة حنين حتى الآن للخطاب الناصري وشخصية جمال عبد الناصر، ببساطة لأن حالة الخواء مازالت مستمرة.

ملاحظة: أتوقع كمية محترمة من عبارات السباب والإهانة من حارقي بخور الزعيم كما كان يفعل مع خصومه، دون أي تأثير في الواقع الفعلي.


السبت، 15 سبتمبر 2018

عرض لكتاب: ساعة عدل واحدة



الكتاب الأسود عن أحوال المستشفيات المصرية في 1937 - 1943 
عرض لكتاب: ساعة عدل واحدة
تأليف الطبيب سيسل ألبورت – ترجمة سمير محفوظ بشير
(هذا مجرد موجز للكتاب)

الكتاب يستعرض باختصار أحوال المستشفيات المصرية وأحوال المجتمع ككل.
-       الكاتب شديد التعاطف مع المصريين، وخاصة الفلاحين كما أشار بنفسه.
-       ينتقد عنصرية الإنجليز تجاه المصريين والتعالي عليهم وتحقيرهم.
-       انتقد الاستعمار البريطاني عموما لأن "هدف السياسة الإنجليزية أن يجمع رعاياها أكبر قدر من ثروة الدول التي تديرها". " لقد فشل البريطانيون في أن يزرعوا أيًّا من ثقافتهم في التربة المصرية أثناء الاحتلال"
الأوضاع العامة للشعب المصري:
-       عن المصريين عموما: "المصريون لن يحكموا بلدهم إلا إذا تعلموا كيف يحكموا، لقد درستهم جيدا وعرفتهم، إنهم يتمتعون بإمكانيات عظيمة، ولكن مالا يستطيعونه أكبر وأعظم. إذا لم تمسك بأيديهم قوة كبرى تبث فيهم الشعور الأخلاقي القويم، وتدرب صغارهم على أساليب الحكم المعتمدة أساسا على العدل، فإن مصر ستظل دولة عبيد، تبدو مظهريا كأنها دولة متمدينة".
-        يفتقدون إلى القدرات العقلية والأخلاقية والأدبية.
-       المصريون طبقتان: عليا وسفلى – لا توجد طبقة وسطى.
-       "فالطبقات الفقيرة في مصر يرتدي أفرادها ما يسمى بالجلابية، وفوق رأسه تستقر عمامة أو طاقية بيضاء، يمشي حافيا في الشارع". وعن هذه الطبقة يقول: "هذا الفقر المدقع الذي يكتنف هؤلاء المصريين شيء بشع"..الكثيرون يبحثون عن الطعام في القمامة..الفقراء 90% من أهالي البلد.
-       العلماء المصريون لا يعترفون بجهود مساعديهم.
-       "إن النقص الكامل في التحكم بالمشاعر والانفعلات التي يتسم بها المثقفون والمتعلمون المصريون شيء عسير على الفهم".
-       الفلاحون المصريون:
·       على قدر كبير من اللطف والكرم والقدرة على العمل المجهد الشاق..استغلوا طويلا وبلا رحمة من حكامهم وقاهريهم الأجانب.
·      "من أكثر شعوب العالم إرهاقا وفقرا، وتعتبر الطبقة العاملة الإنجليزية بالمقارنة كأنهم في نعيم مقيم".
·      حالة الفلاح أسوأ من حالة العبد.."لعل مصيره كان سيبدو أحسن حالا لو أصبح بالفعل عبدا".
·      يعاني من قلة الطعام (يأكل اللحم مرة أو مرتين في الشهر) – يسكن في بيوت من الطين مع حيواناته.
·      لا توجد مياه نقية للشرب إلا في قليل من القرى، وهي مياه آبار.
·       غالبية الفلاحين يشربون من الترع.
·      يتعرضون للقهر الشديد على يد العمد وبقية السلطات.
-       معدل وفيات الأطفال الرضع 265 لكل ألف.
-       "لم يتلق المصريون أي دعم ثقافي أو تدريب على يد الإنجليز طوال مدة حكمهم المباشر لهذه البلاد"
-       يتم إجبار موظفين على حضور الندوات السياسية والتصفيق (حتى حزب الوفد).
-       يمتدح عدم إقبال المصريين على شرب الخمر، وندرة السكارى.
-       نقد شديد لفساد الحكومة الوفدية والسلطات عموما، وطبقة الباشوات، فيتهمها بالفشل والعجز عن إدارة البلد وإهمال الشعب والفساد.
-       وعن الهمجية في الشوارع شرح كثير: "ربما لا توجد مدينة في العالم يصعب فيها قيادة السيارات مثل مصر".
-       الانتخابات في مصر ليست كذلك إلا بالاسم فقط، فالغصب والرشوة والبلطجة منتشرة بشكل بشع حتى من جانب حزب الوفد.
-       حسب كرومر يوجد أعقد جهاز حكومي في العالم.
الوضع المزري للنساء والأطفال الفقراء:
-       "إن الزائر الأجنبي لمصر الذي يُصدم من مناظر القذارة التي ترتع فيها المدن الكبرى، سوف يشاهد نساء بائسات يزرعن الشوارع، وصبية صغار يمدون أيديهم يطلبون الصدقة".
-       كلام كثير عن امتهان التسول والسرقة والدعارة والنشل (مدارس لتعليم النشل وخطف الأطفال لتشغيله في هذه المهنة)
-       اضطهاد الرجال للنساء بمن فيهن طبيبات الجامعة اللاتي تعرضن لاضطهاد الإدارة..حتى حزب الوفد كان يتحفظ على تعيين نائبات بالمستشفيات الجامعية‍
-       وتشرد كثير من الأطفال..
عن صحة المصريين وعلاجهم:
-       "أخبرني أحد الروس الذين عاشوا الفترة القيصرية أن علاج الفلاحين المصريين أسوأ بكثير مما كان يعانيه فلاحو عهد القياصرة".
-       الأوبئة السبعة المنتشرة في مصر: البلهارسيا – الدوسنتاريا الأميبية – الأنيميا الناتجة عن الإنكلستوما – البلاجرا – السل – الملاريا – التيفوس – الجدري – الطاعون.
-       تندر الإصابة بقرحة المعدة والإثناعشر، وتضخم الغدة الدرقية، والأنيميا الخبيثة.
-       بخصوص مرض الملاريا: " في 12 أبريل 1944 ذكر سعد زكي بشارة في مجلس الشيوخ أن الدواء الذي توزعه الحكومة معظمه مسروق أو فاعليته منتهية في لحظة وصوله للمرضى، وأن هؤلاء المساكين على قدر عظيم من الضعف لدرجة أنه استحال عليهم استجلاب المياه من النيل لبلع الأقراص. ذكر أيضا أن عدد الوفيات يزيد على مائة ألف مريض في ظرف سنتين فقط". "لمدة سنتين كاملتين رفع الوزراء المصريون أنوفهم مدعين الفخر والاعتداد بالنفس ورفضوا أي مساعدة من الأطباء الإنجليز والأمريكيين. عدم كفاءتهم هذه تسببت في وفاة مئات الآلاف من الفلاحين، كان من الممكن إنقاذهم، لو لم تتصف طبقة الباشوات الحاكمة بهذا القدر من الفشل المريع.
-       لكل هذا كان متوسط العمر لأفراد الطبقات الدنيا 31 عاما فقط. أما الطبقات العليا فـ 50-60 عاما. هذه المعدلات أقل من معدلات إنجلترا بـ 15 عاما.
-       في المستشفيات "هناك يهمل شأنه ويهدد ويضرب كما يحدث كثيرا،  لذلك لا عجب أن يكون مصيره هو الموت البطيء وهذا ما يحدث غالبا".."وتسرق متعلقاتهم".
-       لا يتم فحص المرضى بالعيادات الخارجية لقلة عدد الأطباء. معظم المرضى في العيادات الخارجية متمارضون ويذهبون للحصول على الدواء لبيعه في السوق.

التعليم الطبي:
-       عدد الطلاب أكثر من إمكانيات الكلية. في 1941 رفعت حكومة الوفد عدد المقبولين بكلية طب القاهرة من 100 إلى 200 رغم احتجاج الجامعة، وأنشأ رئيس جامعة القاهرة كلية طب الإسكندرية تكريما لشخصه، رغم عدم توفر إمكانيات تعليمية!
-       "الطلبة المصريون يعتبرون الامتحانات كأنما هي بداية ونهاية العالم والكثير منهم في فقر مدقع".
-       يتمتعون بذاكرة ممتازة لكنهم يفتقدون المنطق وكيفية استخدام المعلومات عمليا.
-       يريدون من المدرس أن يعطيهم العلم بالملعقة، فلا يبذلون الجهد اللازم للفهم. فلا إبداع ولا طموح ولا قدرة على وزن الأمور بالمنطق.
-       أشار إلى ضعف مستوى التعليم، وجهل الطلاب (الذكور بعكس الإناث) وإهمالهم دروسهم، خصوصا العملية.
-       برنامج التعليم الطبي متأخر عن برنامج الغرب ربـ 40 سنة.
-       "الشاب المصري لا يهتم بالعلم البحت" .. "وهو يبحث دائما عن الوظائف التي تمنح أكبر قدر من المال".
حالة المستشفيات:
-       نقد شديد لقذارة المستشفيات، وسوء الخدمة بها، وتكدس المرضى واستحالة الثقة في نتائج التحاليل، ونقص الإمكانيات ورداءة ونقص الطعام، وكثرة الحشرات، وانتشار الأمراض المعدية بين المرضى، وارتفاع معدل الوفيات بسبب كل ذلك. بجانب سوء خلق التمورجية (يعملون كممرضين داخل المستشفى وكأطباء خارجها!!) وفسادهم وقسوتهم مع المرضى وابتزازهم لهم (وصفهم بأنهم مجرد رجال عصابات ويشكلون خطرا على حياة المرضى) وسرقتهم لأدوية المرضى ومستلزمات المستشفى بدون عقاب حقيقي. المرضى يدفعون ثمن الأدوية ويبرزون بعض المال لكي يحصلوا على وجبات الطعام المجانية!
-       يضاف فساد الإدارة والأساتذة ومستوى الأطباء المهني والأخلاقي، مثل تقاضي رشاوى من المرضى، وصعود الجهلة على حساب الأكفاء بالواسطة والمحسوبية، ناهيك عن مستوى التمريض شديد التدني، باستثناء الممرضات الأجنبيات.
-       "تقريبا كل طبقات الأطباء من صغيرهم إلى كبيرهم، من الأساتذة الباشوات والبهوات حتى الأطباء المناوبين الصغار، كانوا ومازالوا موصومين بإهمال واجباتهم". المستشفيات الجامعية تستخدم لإثراء الأطباء وتلميعهم وزيادة شهرتهم، كما أنهم لا يحضرون إلى المستشفى إلا قليلا، ويعطون دروسا خاصة للطلاب.
أساتذة كلية الطب:
-       "عدد كبير من طاقم التدريس بالمستشفيات الجامعية ممتازون كأطباء وجراحين، لكن المعايير الأخلاقية لمعظمهم أقل من المطلوب".
-       تعيين بعض الأساتذة لقربهم من أفراد السلطة؛ بالمحسوبية وليس بالكفاءة.
-       اجتماعات الأساتذة تخلوا من النقاش الحقيقي ورئيس الكلية يفرض رأيه ولا يأخذ المجتمعين بالاعتبار، والتشاجر والأصوات العالية تسود في الاجتماعات!
-       بعض الأساتذة يعلن عن نفسه بطريقة سوقية كطبيب.
-       لمح إلى اضطهاد بعض الطلاب في الامتحانات لأسباب شخصية أو دينية، ومحاباة الأقارب والمعارف، وذكر كيف أن الأساتذة يمنحون الدرجات دون قراءة أوراق الإجابة!
-       قدم عبارة للدكتور الشهير نجيب محفوظ: "أرجو مخلصا في المستقبل أن تختفي مظاهر التحيز والمحاباة والألاعيب السياسية والمؤامرات والهيمنة التي تقف حائلا في سبيل تقدم وتطور مدرسة الطب".
-       عن أساتذة كلية الطب: "إنني بالرغم من قضائي ثلاثين عاما متجولا في مختلف  بلدان أفريقيا، لم يخطر ببالي مطلقا أن أقابل تلك النوعية من البشر المسؤولين عن تدريب عدد كبير من الشباب المصري. هؤلاء الشباب يستحقون في الواقع ما هو أفضل كثيرا من ذلك، لكن وياللأسف، ما يواجهونه ليس إلا تلك التصرفات اللاأخلاقية لتلك الجماعة..إذن ما الأمل الذي يدفعهم للتقدم والرقي؟ بل ما هو أمل لمصر كلها؟"..
-       انتقد الدكتور الشهير على باشا إبراهيم لسوء إدارته وإهماله تطوير المستشفى الجامعي وتعاليه وبيروقراطيته ومقاومته أي اقتراح للإصلاح، باستثناء قبول اقتراح واحد.
-       " من كل هذا يتضح أن العقلية الطبية في مصر ما هي إلا مأساة حقيقية من أدنى الأنواع، ومن الصعب أن ينتسب إليه أي إنسان متحضر".
الأطباء عموما:
-       يسودهم الجشع ويبحثون عن الإثراء بأي ثمن ولو على حساب المريض. ويدبرون أمورهم مع شركات الأدوية. لا يلتزمون بالعلاج حسب الأصول المهنية التي تعلموها.
-       لا يمكنهم الثقة في نتائج التحاليل لضعف مستوى المعامل والقائمين عليها، وحتى بعض فحوصات الأشعة.
-       مستواهم الإكلينيكي ضعيف. لكن الطبيبات أفضل كثيرا من الأطباء الذكور؛ أكثر عقلانية وأكفأ إكلينيكيا وأكثر اهتماما بعملهن.
-       لا يخلو الأمر من نماذج محترمة في الكفاءة والأخلاق معا، لكنها قليلة.