عادل العمرى
يونية 2011
-
ليس لأحد
حق طبيعى فى تقرير ما يستحقه الشعب، ولكن هناك سؤال مشروع يستحق البحث والإجابة: هل
الشعب يريد الديموقراطية؟ والمقصود هنا بالديموقراطية النظام الديموقراطى وليس حق
الاختيار مرة واحدة؛ ليست ديموقراطية الصناديق، بل الثقافة الديموقراطية والنظام
السياسى الديموقراطى. كم فى المائة من شعبنا مقتنع بحقوق الإنسان؟ وكم فى المائة
مؤمن بحرية الاعتقاد (أي دون قتل أو استتابة المرتد) ومن يؤمن بحق الفرد فى التصرف
فى عقله وجسده بحرية؟ وما نسبة المقتنعين بالمساواة بين الناس بغض النظر عن الجنس
والدين واللون...؟ من يعتقد أن المرأة إنسان كامل العقل والجسد. ولنتذكر أن الشعوب
اختارت حكم الفاشست بكل حرية فى أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية ومن خلال
صناديق الاقتراع.
-
وهذا
السؤال يشمل الجمهور العادي وجل النخبة المتعلمة والمثقفة. ومن الغريب أن الانتخابات
التى يعد لها الآن ستكون المنافسة الديموقراطية – أساسًا - بين قوى سياسية غير
مؤمنة بالديموقراطية حقًّا: الإسلاميين الفاشست والليبراليين الخائفين من
الإسلاميين ويسعون للتحايل على نتائج الاستفتاء الأخير ويدعون العسكر إلى تأجيل
اللعبة الديموقراطية. وهذه دعوة ضمنية للمجلس العسكرى للتحالف. والطريف أن الفاشست
يبدون أكثر ديموقراطية من الليبراليين؛ فهم
الذين ينادون باحترام إرادة الشعب وما قرره الـ 77% القائلون بنعم، بينما ينادى
الليبراليون بعدم اعتبار هذه الأغلبية المضللة كما يقولون. والكل يتناسى أن اللعبة
الديموقراطية هى عملية نصب وتضليل؛
فالمسألة تتعلق بالسلطة لا بالمبادئ..فهذه هى الحياة السياسية.
-
رغم نمو
قوة الليبراليين فى مصر مازالت الثقافة السائدة معادية لليبرالية، مما يضعهم فى
مأزق التناقض بين مبادئهم ومصالحهم السياسية، وقد أدى انتصار الانتفاضة التى
قادوها ضد الحزب الوطنى إلى إطلاق عفريت الفاشست من قمقمه، وأصبح للجماهير التى لم
تشارك فى الانتفاضة أو كانت ضدها صوت فى الانتخابات.
-
السؤال
الآن لليبراليين: هل من الأفضل على المدى الطويل التمسك بالمبدأ أو بالمصلحة
السياسة؟ إجابتى الخاصة : المبادئ أهم حتى لو أتى الفاشست إلى سدة الحكم (رغم أن
هذا مستبعد)، ولتتعلم الجماهير من التجربة مهما كان الثمن فادحًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق