هذه دعوة للعمل على مناهضة قوى الظلام

واستمرار ركب الحضارة الحديثة

This Is A Call To Work Against The Forces Of Darkness And For Promotion Of Modern Civilization


أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الزعيم والمشير: درس وعبرة


من كتاب "تحطيم الآلهة – قصة حرب يونية 1967" لعبد العظيم رمضان
"وهذا ما حدث عندما حاصرت مدرعات الفريق أول محمد فوزي بيت المشير، فقد انهار في سويعات ما تم بناؤه في شهرين من استعدادات! وسارع الجميع إلى الاستسلام، وعلى رأسهم شمس بدران! ذلك أن الجميع بما فيهم المشير كانوا ينظرون إلى هذه الاستعدادات من جانبها المسرحي وليس من جانبها العملي! فلم يستقر في يقين أحد منهم أن ينفذ تهديد المقاومة إلى الحد الذي يدمر الحي السكني الذي يقع فيه بيت المشير، بل اعتمدوا على أن عبد الناصر هو الذي سيضع هذا العامل في الاعتبار، وسيمتنع عن اتخاذ إجراء يصل بالصراع إلى هذه الذروة من الخطر.
ونلاحظ أن هذا نفسه ما حدث في سيناء وأدى إلى نشوب الحرب، فقد كان حشد الجيوش المصرية في سيناء مجرد حشد مسرحي، هدفه إلقاء الرعب في قلب إسرائيل، ومنعها من تنفيذ مخططها العدواني، فلما تداعت الأحداث إلى الحد الذي الذي أدى إلى نشوب الحرب، تخاذلت القيادة العسكرية سريعا منذ اليوم الأول من الحرب، وأصدرت قرارها القاتل بالانسحاب الذي قضى على كل أمل في إنقاذ الجيش المصري من الكارثة التي ألمت به.
معنى هذا الكلام أن عبد الناصر ظل طوال الخمسينات والستينات – حيث وقع الحكم الفعلي في يد الجيش – يخشى نمرا من ورق، ولو أنه استجمع شجاعته واستخدم القوى الشعبية في إسقاط تسلط الجيش لنجح في ذلك نجاحا باهرا، كما نجح بفضل جماهير 9 و 10 يونيو في مواجهة استفزازات المشير وأنصاره، وإسقاط المؤامرة التي هددت باستعادة المشير سلطاته غير الدستورية، ولكن عبد الناصر كان يخشى الجيش أكثر مما يثق بالقوى الشعبية التي منحته من التأييد والثقة مالم تمنحه لأحد من قبله
"

ليست هناك تعليقات: